الاثنين، 18 ديسمبر 2017

دراسة في الولاءات


الطابعون: شركة مطابع السودان للعملة المحدودة
الطبعة الأولى: 2006



* عربي يحكي قصته .. سيرة لحياة إدوراد سليم عطية (1903-1964) واشتباكاتها في لبنان والسودان وإنجلترا، أو دراسة في سيره قُدما بين الولاءات، كما يشير الجزء الثاني لعنوان الطبعة الإنجليزية (عربي يحكي قصته: دراسة في الولاءات) الذي أسقطته هذه الترجمة، وهو الجزء الشارح والمفتاحي لقراءة هذا الكتاب/السيرة، وقد ولد عطية في أسرة تنتمي لطائفة من الأقليات المسيحية السورية أو اللبنانية، إذ لم تكن لبنان حينها قد إنفصلت عن سوريا، وكانت تلك الأقليات تنظر للأوروبيين، خاصة الإنجليز، بأعتبارهم الفضاء الطبيعي الذي ينتمون إليه، والقادر في ذات الوقت على حمايتهم من الغالبية المسلمة ومن الأتراك الحاكمين يومها للشام، وفي ذاكرتهم لاتزال تخيم مآسي المجزرة الشهيرة التي طالت المسيحيين في 1860وقد نفذت أشباح تلك المآسي المُروعة لوجدان الصبي إدوارد، فنشأ يَكِّن عداءاً لكل ماهو عربي ومسلم، ونظر للإنجليز كمخلصين وكفضاء ينتمي إليه، الأمر الذي دفعه عبر مسيرة كفاح طويلة في سلم التعليم، للحصول على شهادة أوكسفورد حتى ينال استحقاق ذلك الانتماء الإنجليزي، لكن بعودته للسودان، الذي عاش فيه ردحاً من طفولته، للعمل مدرساً بكلية غردون، بدأت مهامه الوظيفية تتبدل من مُدرِس إلى ضابط استعلامات/مخابرات، وتتحول ولاءاته من محبة الإنجليز إلى بغضهم، ثم لاحترام نظامهم وإلى اعتناق القومية العربية، ثم تحوله إلى الإشتراكية، كما سنقرأ في هذا الكتاب. سيف الدين عبدالحميد مترجم هذا الكتاب تخرج في كلية الآدب-جامعة الخرطوم 1984 وعمل ضابطاً أدارياً ثم مترجماً، وقد نُشرت قبلاً ترجمته هذه  متسلسلة في 2004 و 2005 بجريدة الصحافة السودانية.

الجمعة، 8 ديسمبر 2017

آراء وأفكار من الخرطوم



الناشر: مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي-أمدرمان
تاريخ النشر: 2005





* بالفعل هذا كتاب فريد من نوعه، كما جاء في مقدمته، فهو يضم محاضرات كانت قدمت في الخرطوم خلال عقدي الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي بدار الثقافة، الذي أنشأه الانجليز إبان حكمهم، يخبرنا حسن أبشر الطيب في تقديمه أن هذه المحاضرات كانت هدية صديقه وعمه السيد أمير الصاوي عبد الماجد تعبيرا عن إعجابه بما يكتب، ليحفظها بالتالي هذا العم وإبن الأخ ومركز عبدالكريم ميرغني الثقافي، بضمها مصونة في هذا الكتاب، بعيدا عن غياهب الضياع. أولي المحاضرات وهي التي أفتتحت بها دار الثقافة جاءت عن (البعد الإنساني للثقافة) كانت ألقيت في 30 مايو 1940وقدمها سير دوجلاس نيوبولد السكرتير الأداري يومها في السودان، ولا تزال قيمتها التنويرية قائمة إلى اليوم، إذ يطلب فيها نيوبولد من الثقافة أو المثقف التسامح والظرف والخيال والبساطة. 

* وفي محاضرة أخرى يتحدث إدوارد سليم عطية عن الاتحاد السوفيتي مشيدا بصموده أمام الغزو الألماني في 1941 مقارنا في محاضرة ثانية بين الديمقراطية في أمريكا الرأسمالية والديمقراطية في روسيا "الاشتراكية" رافضا ذلك الحديث المتواتر يومها عن ديمقراطية في أمريكا ودكتاتورية في الاتحاد السوفيتي، فبرايه ذلك مجرد خداع، وفي محاضرة ثالثة تحدث عن برلين والقدس كقضيتين، سيسبب عدم حلهمما كارثة محققة، وكانت برلين يومها متنازعة بين عدة دول، لتبقى القدس التي يرى عطية أن حلها في ترك العرب واليهود لحالهم دون تدخل من أحد، بيد أنه يفرق بين اليهودي والصهيوني، قائلا بإن العرب في ظل هذا التدخل وضعفهم مواجهون بمهمة حاسمة يقوم عليها وجودهم ووجود اليهود أنفسهم. 

* شمل الكتاب 40 محاضرة جاءت حول مواضيع متنوعة مثل أهداف التعليم/ النجوم/ العلاقات بين مصر والسودان/ السياسة الاقتصادية الاستعمارية في أفريقيا/ عمر الخيام ورباعياته/ الري في الماضي والحاضر، تحدث فيها كثر مثل محمد أحمد المحجوب/ عبد الحميد السيد/ جي بي سيجال/ البرت حوراني وآخرين. وجاء الكتاب في 512 ضاما حواشي تعريفية لكل أصحاب هذه المحاضرات.