الأربعاء، 22 فبراير 2023

ذكريات وتجارب دبلوماسية

 

اسم الكتاب: ذكريات وتجارب دبلوماسية

المؤلف: د. عطا الله حمد بشير



* د. عطاء الله حمد بشير (1945-2019) دبلوماسي سوداني ولد في قرية ملواد نواحي دنقلا، وتلقى تعليمه الابتدائي والأوسط في شمال السودان والثانوي في مدرسة وادي سيدنا ثم في جامعة الخرطوم، والتحق بوزارة الخارجية في 1970 لينال خلال عمله الدبلوماسي ماجستير العلاقات الدولية في 1979 بأمريكا ودكتوراة السياسة والتنمية في 1986 برومانيا، وفي هذه المذكرات سيرة شيقة لمسيرة تعليمه وعمله وانقطاعه عن حياة القرية والعيش في المدينة، جاءت بالباب الأول، وقد كتب د. منصور خالد في تقديمه للمذكرات (قرأت ماكتب السفير وأنا مشدود إلى ماكتب وتعلمت منه الكثير خاصة عن البيئة التي نشأ فيها، وجغرافيتها الطبيعية والبشرية، ووسائل كسب العيش فيها، والضنك الذي كان يعانيه أهلها). وجاء الباب الثاني حول تجربة عمله الدبلوماسي التي أمتدت لأربعين عاماً، ليكون بذلك صاحب تجربة مهنية طويلة، وقد نقلت مذكراته معلومات كثيرة عن علاقة السودان بمجموعة من الدول التي عمل بها، مثل الكويت وايطاليا ورومانيا والمانيا الشرقية وكوريا الجنوبية وهولندا وأثيوبيا والمملكة العربية السعودية، كما أخبرت المذكرات بالكثير عن السياسات الخارجية غير الحكيمة للسودان أو لحاكميه، وللكثير من التدخلات غير المهنية في عمل وزارة الخارجية، خاصةً في فترة حكم الانقاذ التي أوجدت بدعة السفراء الرساليين، ليُحرم السودان بسبب تلك السياسات من فرص استفادته من علاقاته الدولية، وليصبح مفعولاً به ومُمثَّلاً به كما يقول المؤلف، وهو الذي كان متاحاً له بحكم عضويته المبكرة في المنظمات الدولية، أن يكون فاعلاً قوياً ومُمثِّلاً قادراً لنفسه ولمحيطه العربي والأفريقي. وجاء الباب الثالث حول تجربة عمله أميناً عاماً لمنظمة الإيقاد، التي كان السودان قد دفع بفكرتها في 1986 لمجابهة تحديات موجات الجفاف والتصحر التي اجتاحت دول القرن الأفريقي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، ثم تطورت المنظمة لتعني بالسلام والأمن والتعاون الاقتصادي والاجتماعي والأمن الغذائي والزراعة، ورغم تقدم المؤلف في عمله وإعادته بعضاً من الفاعلية لنشاط المنظمة، إلا انه يشير لضعف فاعليتها ويرجع ذلك لـ : شمولية وديكتاتورية النظم الحاكمة في بلدان المنظمة السبع (السودان واثيوبيا وجيبوتي وإريتريا ويوغندا وكينيا والصومال) ولعدم وجود أي روابط أو علاقات صداقة بين رؤساء تلك الدول، بل إن مايشوب علاقاتهم هو الحساسياي المفرطة والتنافس وتبادل العداء بين بعضهم، ولعدم توفر الإرادة السياسية لدى قادة ونظم وشعوب دول إقليم القرن الأفريقي، ولانتشار الحروب الثنائية والنزاعات الداخلية في مجمل دول الإقليم. صدر هذا الكتاب في 2017 بالخرطوم على نفقة المؤلف وهو من قام بتصميم غلافه، فهو فنان تشكيلي يهوى الرسم والتلوين، وقد جاءت بعضاً من أعماله التشكيلية في صفحات الكتاب الأخيرة.