الاثنين، 9 مارس 2020

سجين الخليفة





الناشر: دار المصورات للنشر والطباعة-الخرطوم
تاريخ النشر: الطبعة الثانية 2019






* قدم شارلش نيوفيلد، وهو ألماني الجنسية، إلى السودان في نهاية القرن التاسع عشر بغرض التجارة في الصمغ العربي أو للتخابر، ففي الكتاب اشارات متفرقة عن تعاونه مع المخابرات البريطانية، وقد تم الامساك به بواسطة رجال الأمير عبد الرحمن النجومي، أثناء تسلله قادماً من مصر إلى السودان، وقام الأمير بارساله إلى أمدرمان، والكتاب سيرة لأيام سجنه الطويلة التي دامت 12 عاماً، بيد أن سيرته هذه تكشف الكثير عن بؤس حياة الناس في سودان الخليفة عبدالله التعايشي، حيث الانتهاك التام لحقوق الإنسان والإحساس الدائم بالخوف والنقص المستمر للغذاء، خاصةً في سجن الساير، بل وفي أمدرمان نفسها عاصمة الدولة المهدية، فالمؤلف يحكي عن جموع الجوعى المتحلقين حول بيت المال، ليحصلوا منه على مايسد رمقهم، وعن جو المؤامرات والعداء الموجود بين قيادات الخليفة، وفي السجن يحكي عن الجلد المُبرح، الذي قد يصل إلى ألف جلدة، وأغلال الحديد الثقيلة التى تطوق أجساد السجناء، وعن فساد إدريس الساير مسئول السجن ومعاونيه، الذين كانوا يقومون بانتزاع المال من مسجونيهم مقابل منحهم بعض الامتيازات، إضافة لاقتسامهم معظم مايصل السجناء من طعام، فالسجن لم يكن يُقدم أي طعام لنزلائه، وقد مات كثيرين، مِن مَن لا أصدقاء لهم أو أسر ترعاهم، بسبب نقص الغذاء، وجاء الكتاب في 337 صفحة شاملاً 25 فصلاً تناولت أخبار حياة شارلس نيوفيلد منذ القبض عليه في أبريل 1887 وترحيله إلى دنقلا ثم إلى أمدرمان، مروراً بمعاناته في سجن الساير، الذي كان قد غادره أكثر من مرة لفترات طويلة، بزريعة معرفة زائفة في استخلاص مواد البارود، الذي كانت تحتاجه مخازن الخليفة، ولقاءه عدد من الجواسيس، المتواجدون بكثرة في أمدرمان، لتسهيل هروبه وتقديمه المعلومات، وللسؤال عن أعماله التجارية في مصر، حتى تحريره، عقب هزيمة كرري في الثاني من سبتمبر 1898، بواسطة سردار الحملة العسكرية البريطانية الغازية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق