السبت، 19 مايو 2018

هجرة النوبيين





* في سنة 1959 فرضت الحكومتين المصرية والسودانية على النوبيين في شمال السودان وجنوب مصر، الهجرة من أرضهم وموئل حياتهم، التي اندثرت تحت مياه السد العالي في 1964، وفي هذا الكتاب سنعرف الكثير من الحقائق والمعلومات حول هذه المأساة أو هذا الخيار الصعب، بدءا من استقبال النوبيين في السودان لقرار التهجير، ومشاعرهم وصراعاتهم حول اختيار البديل المقترح، وكيف ولماذا اختيرت خشم القربة بدلا عن المناطق الأخرى. حسن دفع الله (1924-1974) مؤلف هذا الكتاب إداري مرموق كان مفتشا إداريا/معتمدا للتهجير في مركز وداي حلفا في الفترة من 1958 وحتى 1964 وقد بدأ فصول كتابه بوصف منطقة وادي حلفا وماحولها من قرى وسمات أهلها وطقوس حياتهم وسبل عيشهم، مرورا بسير العمل في اللجان الرسمية والشعبية التي تكونت لتتولى مهام عمليتي التهجير والتوطين، ومراحل بناء منازل ومنشأت حلفا الجديدة وقراها لاستقبال النوبيين، وحصر نخيلهم وأراضيهم السكنية والزراعية لتعويضهم عما فقدوه من وسائل عيش في حلفا القديمة، نهاية بحزم أمتعتهم وانتقالهم مع ماشيتهم ودواجنهم في قطارات السكة حديد إلي خشم القربة، حتى استقبالهم الشعبي المؤثر في كل المدن التي مرت بها هذه القطارات، وتكلفة كل من عمليتي التهجير والتوطين. ورغم انتقال المؤلف لموقع عمل آخر قبل اكتمال تفويج المهجرين، لكن الكتاب أدرج المشكلات التي ظهرت بعد التهجير، إذ زار المؤلف حلفا الجديدة بعد اكتمال عمليات التوطين، ودفع بتصوراته لحل هذه المشكلات، ليقدم الكتاب بذلك سابقة شارحة للنظر في قضية الهجرة أو التهجير، ويترك وثيقة غنية تمنح الفرصة للقراءة والتحليل. صدرت ترجمة الكتاب، الذي نشر أصلا في اللغة الإنجليزية، عن مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية بأمدرمان في 2002.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق