الاثنين، 2 أغسطس 2021

الدفتر الذهبي

 



* دوريس ليسينج (1919-2013) روائية بريطانية عاشت جزءاً من طفولتها ومعظم شبابها في روديسيا/زيمبابوي، إذ انتقلت إليها مع والديها في السادسة من عمرها وغادرتها في عمر الثلاثين لتعيش في بريطانيا برفقة طفلها وصيت روايتها الأولى (العشب يغني) وهو نفس الحال الذي عليه شخصية روايتها الرئيسية آنا وولف التي تعيش مع إبنتها في لندن بفضل مبيعات روايتها (حدود الحرب) وفي رواية (الدفتر الذهبي) تقدم ليسينج تحت عنوان ثابت (حكاية امرأتين مع الحرية) تكرر خمس مرات بمثابة فصول، تقدم حكاية أو تجربة آنا ومولي الصديقتان اليساريتان في خمسينات القرن الماضي، ومولي ممثلة مسرح وناشطة سياسية تعيش منفصلة عن زوجها برفقة إبنها الشاب تومي، بيد أن الرواية تركز  أكثر على آنا وولف وعلى حياتها الداخلية، إذ تكتب آنا يومياتها في أربعة دفاتر بالوان مختلفة، هكذا جعلتهم دفاتر منفصلة حتى لاتزدحم الأفكار وتعم الفوضى كما تقول، وفيهم تنقل تجربة حياتها، خاصة عملها السياسي في بريطانيا وفي افريقيا التي عاشت فيها فترة من الزمن، كما تخبر عن علاقتها أو رؤيتها للرجال الذي عاشرتهم، وترصد تقلبات مزاجها وتبدل أحوالها الذهنية وعلاقتها مع ابنتها جانيت، لتشكل الدفاتر رواية داخل رواية، تدور حول حياة/تجربة امرأة حرة وكاتبة وأم تنخرط في قضايا مجتمعها وتحاول لملمة أطراف تشتتها، وقد أخبرت الرواية بذلك عن الكثير، مثلاً عن الإنقسام الذي يمسك بروح المرء الذي يهجس بالتغيير، وعن أزمة اليسار التي تكشفت في أوروبا منذ خمسينات القرن الماضي، وعن العلاقة بين المرأة والرجل، حتى ليُعِد كثيرون اليوم (الدفتر الذهبي) من الكتابات النسوية المُبجلة، بالرغم من تحفظ المؤلفة التي تقول؛ حصر الكثير من النقاد نظرتهم للرواية، عند صدورها في ستينات القرن الماضي، حصروها في فكرة الصراع بين الرجل والمرأة، واعتبرتها النساء سلاحاً نافعاً في حربهن مع الرجال، لتقول: (منذ هذه اللحظة وأنا في موقف شائك، فآخر شيء كنت أود أن أفعله هو أن أرفض مساندة المرأة). تمت هذه الترجمة للعربية بفضل من إيمان أحمد عزب، وصدرت في 2011 عن كلمات عربية للترجمة والنشر في القاهرة.