الثلاثاء، 22 مارس 2022

الرجل الذي أحب الكلاب

 

اسم الرواية: الرجل الذي كان يحب الكلاب

المؤلف: ليوناردو بادورا

المترجم: بسّام البزّار

الناشر: دار المدى للإعلام والثقافة والفنون

تاريخ النشر: 2018



* ليون تروتسكي أو لييف دافيدوفيتش تروتسكي ثوري أوكراني/سوفيتي ومُنظر سياسي، كان أحد أهم قادة الثورة البلشفية في 1917 في روسيا/الاتحاد السوفيتي، ومن أشهر مؤلفاته الثورة المغدورة والثورة الدائمة، أغتيل في المكسيك في 1940، بواسطة شيوعي إسباني كانت جندته المخابرات السوفيتية ودربته لتنفيذ هذه المهمة، وفي هذا الكتاب الذي استند على الكثير من الخيال وعلى الكثير من الحقائق، يقدم المؤلف سرديته لتلك الجريمة، وقد كتب في تذييله أو في شكره الذي جاء في خاتمة الكتاب ( يجب التنويه إلى أن ما ألّفت هي رواية، على الرغم من الحضور المرهق للتاريخ في كل واحدة من صفحاتها )، وفي الرواية لا نحدس وحسب ماالذي حدث؟ فطموحها أو طموح المؤلف أكثر من ذلك، وهو يكتب متمنياً أن تُبين لنا روايته كيف انحرفت الطوباوية، ولماذا فسدت المثالية؟ ولعل تلك المعرفة أو ذلك الاستقراء قد تحقق عبر هذه الرواية الشيقة، التي تتداخل فيها حيوات ثلاثة رجال، ليون تروتسكي ورامون ميركادير قاتله والراوي إيبان كارديتاس مارتوريل، لتتشكل بذلك خطوط حكاياتها الثلاث، وتبدأ الأولى في 1929 حين نُفي تروتسكي من بلده ليذهب إلى تركيا، ثم يتواصل منفاه/عزله وكفاحه الذي لم يفتر في فرنسا والنرويج ثم في المكسيك، وتبدأ الحكاية الثانية في 1938 يوم عُرض على رامون، الذي تحول إسمه لجاك مورنارد ثم إلى فرانك جاكسون، مهمة أغتيال تروتسكي، فيرحل إلى روسيا ليُكمِل فيها تدريبه وإلى أمريكا ثم إلى المكسيك، التي يسجن فيها 20 عاماً بعد تنفيذه الاغتيال، فينتقل بعد الإفراج عنه إلى موسكو ليعيش برفقة زوجته، العميلة التي دبرت المخابرات لقاءه بها، ثم ينتقل في أخريات عمره، حنيناً لموطن أو مكان ميلاد أمه، إلى كوبا، وهناك يلتقى  بإيبان مارتوريل في 1977 لتبدأ الحكاية الثالثة، وإيبان شيوعي كوبي ساخط ومتوقف عن الكتابة، وهو الذي يروي حكاية هذا الكتاب، وقد تتخللت هذه الحكايات الثلاث وقائع وأحداث انتهكت فيها حقوق الإنسان وقيم الديمقراطية، وتعرضت حياة جموع من الناس بل وشعوب بأكملها للإنتهاك والموت والخيانة، كتصفية ستالين لكل رفقاء الثورة وشيوع أجواء الخوف بين مواطني الإتحاد السوفيتي، أو إشاراتها لماحدث في الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939) التي تدخلت فيها موسكو واستغلت فيها صراعات الشيوعيين الإسبان لصالح صُنع هيبتها بين الدول الأوروبية، وليس لنُصرة قضية الإشتراكية أو الديمقراطية، وقد جَبُنت الحكومات الأوروبية يومها في مواجهة ذلك أو غضت الطرف، كما غضته يوم غزو روسيا/ستالين لفنلندا، وغزو ألمانيا/هتلر لبولندا، ليعقب ذلك غزو النازيين لمعظم الدول الأوروبية، وفي ختام تذييله/شكره ذاك يضيف المؤلف أمنيته الأخيرة: أن تثير الرواية الشفقة، وهذا ماسيحس به قراء وقارئات هذه الرواية، وهم يرون كيف حوّل زعيم معتوه ونظام فاسد الناس إلى جلادين ثم إلى ضحايا يثيرون الشفقة.