الأربعاء، 17 يونيو 2020

علينا جميعاً أن نصبح نسويين




* تشيماماندا نغوزي كاتبة من نيجيريا ولدت في 1977 ولها عدد من الروايات، تُرجمت منها للعربية (زهرة الكركديه الأرجوانية/ نصف شمس صفراء) وفي هذا الكتاب الصغير، وهو في الأصل محاضرة كانت قدمتها في الولايات المتحدة الأميركية، تقول كان لديها صديق طفولة بمثابة أخ أكبر ذكي ولماح، هو أول من وصفها، في واحد من حواراتهم العدائية، قائلاً: ( انت تعلمين أنك نسوية) كان ذلك قبل أن تعلم ماذا تعني النسوية؟ ومرت السنوات وكتبت روايتها الأولى لتسمع ذات الأراء: هذه رواية نسوية، النسوية لاعلاقة لها بالتقاليد في افريقيا، النسويات حزينات وكارهات للرجال، لترد ساخرة في وصف نفسها؛ إذن أنا نسوية أفريقية سعيدة غير كارهة للرجال وأضع ملمع الشفاء وأرتدي الكعب العالي إرضاءً لنفسي وليس من أجل الرجال) لكن المشكلة أو السؤال يدور حول ذلك الإمتياز الذي يحوزه الرجل وفي التمييز ضد المرأة، ثم تنقل الكثير من وقائع ذلك التمييز ضدها، منذ أن كانت طفلة، وضد أخريات، لتقول أننا نقضي وقتاً طويلاً في تعليم الفتيات القلق بخصوص مايعتقده بشأنهن الصبيان، بينما لا نعلِّم الصبيان أن يكترثوا أو أن يكونوا محبوبين لدى البنات، كابحين كل زفرة غضب يمكن أن تصدر من الفتيات، ولطالما كان للغضب تاريخ طويل في المساهمة في التغيير الايجابي، لتختم مُخبرة بتعريفها الشخصي للنسوية، وهو: كل رجل أو إمرأة، يقولون نعم هناك تمييز جنسي ويجب علينا إصلاح ذلك. لميس بن حافظ مترجمة هذا الكتاب كاتبة واعلامية من الامارات.

الخميس، 4 يونيو 2020

شارع تشيرنغ كروس




الناشر: دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع-دمشق
تاريخ النشر: 2019





* 84، شارع تشيرنغ كروس؛ عنوان لمتجر كان يبيع الكتب المستعملة في لندن، تحول مقره اليوم لواحد من سلسلة مطاعم ماكدونالدز الأمريكية، وقد اختارته المؤلفة عنواناً لكتابها هذا، الفريد من نوعه والشيق، ناقلة فيه رسائل كانت تَبَادلتها مع المتجر طيلة عشرين عاماً، فتطورت علاقتها، عبر هذه الرسائل، مع العاملين فيه، لتصل إلى مستوى الحديث في تفاصيل الحياة الشخصية وتبادل الأراء والهدايا، وقد بدات العلاقة حينما قامت هيلين هانف في 1949 بارسال طلبها لمتجر ماركس وشركاءه، بعد أن قرأت اعلانهم عن بيع الكتب النادرة، باحثة عندهم عن كتب قديمة لم تجدها، أو لم ترغب في البحث عنها في نيويورك، وقد تخللت رسالتها الأولى هذه، رغم الصبغة الرسمية لها كطلبية كتب، تخللتها دفقة مشاعر صادقة، وروح سخرية خفيفة، تظلل مجمل الرسائل، ولعلهما السبب في تطور هذه العلاقة لذلك الطابع الحميم، وهما مايُجذِب لهذا الكتاب، إذ تخبر في تلك الرسالة عن خوفها من عبارة الكتب النادرة التي عادة ماتعني ارتفاع سعرها، وهي كاتبة فقيرة كماتقول، مُحددة سقفاً لما تستطيع دفعه من مال عن كل كتاب، وفي رسالة تالية تخبرهم بعد أن وصلتها ترجمتين للانجيل كانت طلبتهما، تخبرهم أن يخبروا كنيسة إنجلترة، بأنهم قد أتلفوا أجمل نثر كُتب على الاطلاق، وأنهم سيُحرقون في الجحيم بسبب سوء الترجمة، بالرغم من أنها يهودية، كما تقول، لكن زوجة أخيها كاثوليكية، وفي رسالة أخرى تسخر أو تغتاظ من استخدامها لكلمة (السادة) عند بداية كل خطاب، في حين أنه من الواضح أن هناك شخصاً واحداً مَنْ يهتم بطلباتها، ثم تخبرهم عن ارسالها هدية لهم بمناسبة عيد الميلاد، كاتبة: ( أرستلها لك يا ف. ب. د، مهما كان اسمك) وهو توقيع أو اختصار لاسم الرجل الذي كان يتابع طلباتها ويرد على رسائلها، فرانك دُويل بائع الكتب المستعملة الرئيسى في المتجر، الذي توفى في 1969، كما سنعلم عندما نتقدم في قراءة الرسائل، وقد جاء اهداء الكتاب له بمثابة تحية لذكراه. هيلين هانف كاتبة أميركية لها عدد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، ودلال نصر الله مترجمة كويتية من ترجماتها ناسك في باريس لايتالو كالفينو وودي آلان عن وودي آلان.