الجمعة، 4 يونيو 2021

قبائل شمال ووسط كردفان


المؤلف: هارولد ماكمايكل

ترجمة: سيف الدين عبد الحميد

الناشر: مركز عبد الكريم ميرغني، الطبعة الثانية يونيو 2017



عرض: هشام مكي حنفي

* مؤلف هذا الكتاب مؤرخ وإداري بريطاني، حائز على درجة أكاديمية عليا في التاريخ من جامعة كمبردج، أُنتدب للعمل في خدمة حكومة السودان الاستعمارية في العام 1905 حيث عمل في كردفان ومختلف مديريات السودان الأخرى، وصولاً إلى منصب السكرتير الإداري لحكومة السودان حتى تقاعده في 1934. ألّف ماكمايكل العديد من الكتب عن السودان منها (وسوم الجمال عند قبائل كردفان الكبرى) و(تاريخ العرب في السودان) و (السودان الانقليزي المصري) وكتاب (السودان) كما أسس مجلة (السودان في رسائل ومدونات). 

* ينم هذا الكتاب (قبائل شمال ووسط كردفان) عن معرفة حقيقية وعميقة للكاتب بالموضوع، كما أنه يكاد يكون الوحيد في موضوعه، فيما أعلم، ويضم معلومات تاريخية وأنثروبولوجية وجغرافية وإدارية قيمة، وما زالت في غاية الأهمية حتى يومنا هذا. كذلك مما يلفت الانتباه الترجمة الممتازة واللغة الرفيعة للمترجم الأستاذ سيف الدين عبد الحميد الذي أنجز عملاً محكماً. 

* نُشر الكتاب الأصل، في العام ١٩١٢، أي بعد سنوات قليلة من إعادة استعمار السودان، ويبدو وكأنه قد بدأ كعمل قُصد منه تقديم تعريف ومسح جغرافي، ديمقرافي وتاريخي لكردفان، ليعين الدولة الاستعمارية على تحديد أهدافها وأولوياتها الاستثمارية في الإقليم، لكنه انتهى في الواقع إلى كتاب عظيم الفائدة في التاريخ الاجتماعي والحضاري لشمال كردفان.

* يستعرض الكتاب جغرافيا إقليم شمال كردفان وثرواته ويصف كردفان، بأنها الاقليم الأغنى في السودان، ويشير إلى إن الصرف الإداري و التنموي على كل أقاليم السودان، في ذاك الوقت، يعتمد على عائدات هذا الإقليم. تناول الكتاب القبائل التي تعيش في هذه الجغرافيا مستعرضاً أصولها الإثنية وتاريخ تواجدها في المكان وحدودها القلبية وعلاقاتها مع القبائل الأخرى وفي خلال ذلك تطرق للممالك التي نشأت في كردفان، وصراعاتها، وأسباب نشوؤها، وفنائها.

* من ضمن المساهمات المهمة التي يقدمها الكتاب تناوله للعديد من القبائل التي تكاد تنسى مثل قبيلة الداجو وأصلها والمملكة العظيمة التي أنشأتها في دارفور ثم كيف انتهت القبيلة وتفرقت بين كردفان ودارفور. كذلك قبيلة التنجر والروايات حول أصلها وما أقامته من ملك في كردفان ثم اضمحلال دورهم وتفرقهم كذلك، وغير هذا من التاريخ المهم لكثير من الشعوب الأصلية في السودان والذي لا يجد الاهتمام بتدوينه حتى هذه اللحظة مما أدى لضياع معظمه.

* على الرغم من الطريقة الموضوعية والمنهج المحكم الذي اتبعه ماكمايكل في تأليف الكتاب إلا أنه لا يخفي احتقاره للدم أو العنصر الأسود، ويرد هذا كثيراً في معظم فصول الكتاب، فعلى سبيل المثال في ص 277 عند وصفه لقبيلة الهوارة يقول عنهم أنهم (صاروا قذرون وذوو أخلاق سيئة بسبب المزيج الجم من الدم الأسود واختلاطهم بعناصر الجنوب الوضيعة). لكن يظل الكتاب مهم وغني بمعلومات كثيرة عن آثار لحضارات قديمة في كردفان وقف عليها المؤلف وعن صراعات ممالك الفور والفنج والمسبعات وممالك أخرى أقل سادت وقتاً ما في هذا الجزء من السودان وبه معلومات لم ترد في مراجع أخرى عن العنج والتنجر وأقوام قديمة من السودان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق