الناشر: مركز أوال للدراسات والتوثيق-بيروت
تاريخ النشر: 2014
* نعم لم تتحقق إلى اليوم نبوءة هذا الكتاب، وكان قد توقع عند صدور طبعته الإنجليزية في 2012 انهيار ممالك الخليج خلال خمسة أعوام، لكن قراءته تُخبر إلى أي حد تُمثل المملكة العربية السعودية والأمارات وقطر وبقية مشيخات الخليج العربي، آخر ماتبقى من نماذج، في التاريخ، للممالك الاستبدادية التي كانت سائدة في القرون الوسطى، إذ ينظر الكتاب لوضعها كدول شاذة، يبرز تاريخها كأسر متحاربة ظلت تحت الحماية البريطانية ثم الأمريكية، منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى يومنا هذا، ليظل هذا التدخل الأجنبي المباشر هو الضامن الوحيد لوجود هذه الدول/المشيخات، فالأمارات العربية المتحدة مثلاً، والتي تُشكِلها اليوم كل من أبوظبي/ دبي/ الشارقة/ رأس الخيمة/ الفجيرة/ عجمان/ أم القوين، لم توجد كاتحاد إلا بعد أن لوحت بريطانيا في سبعينات القرن الماضي بنفض يدها عن حمايتها، وهي التي كانت تدفع منذ القرن التاسع عشر لزعماء القبائل/الأمارات أموالاً عبارة عن إيجار لاستخدام اراضيهم كمهابط وقواعد عسكرية لحماية طريق تجارتها في الهند وفي حربها التنافسية مع فرنسا، ولتأكيد فرضية انهيار هذه الممالك ينظر الكتاب في نظم قوانينها الهجين بين الأسرية/الأقطاعية والحديثة، لتبقى قدرة التحكم النهائية في يد الأسر الحاكمة، كما ينظر في الاساليب المالية والادارية التي اتبعتها هذه المشيخات للبقاء، وللمخاطر التي تمثلها الضغوط المتصاعدة الداخلية والخارحية. كريستوفر ديفيدسون مؤلف الكتاب أكاديمي بريطاني عمل في راس الخيمة لعدد من السنوات وله كتابان عن دبي وابوظبي.