الأربعاء، 17 أغسطس 2022

جوزف أنطون

 



* (قال لنفسه حين هبت العاصفة فوق رأسه: "على الأقل، أنا أدخل المعركة حاملاً الاسم الصحيح". ومن داخل القبر، سلّمه والده الراية التي كان مستعداً كي يقاتل تحتها، راية ابن رشد، التي عبرت عن الفكر والحجة والتحليل والتقدم وتحرر الفلسفة والتعليم من قيود اللاهوت، والتي جسّدت العقل الإنساني ضد الإيمان الأعمى والخضوع والقبول والبلادة. لم يرد أحد أبداً الذهاب إلى الحرب، ولكن إذا جاءت الحرب إليك، من المحتمل أن تكون أيضاً الحرب الملائمة، حول الأشياء الأكثر أهمية في العالم، ويمكنك أيضاً، إذا كنت ستخوضها، أن تدعى رشدي، وتقف حيث وضعك والدك، في التراث الأرسطي المهيب، تراث ابن رشد، أبي الوليد محمد ابن أحمد ابن رشد)


* المقتطف أعلاه من كتاب سلمان رشدي (جوزف أنطون) الصادر عن منشورات الجمل في 2021 بترجمة أسامة إسبر، والكتاب سيرة لأيام حصاره الطويلة التي استمرت لسنوات عديدة، عقب صدور فتوى الخميني 1989 التي جوّزت قتله وقتل كل من يساهم في نشر روايته الآيات الشيطانية، وقد كتب سلمان رشدي في هذه السيرة عن حياته بصيغة الغائب بدلاً عن صيغة ضمير المتكلم، وكان قد اختار خلال تلك السنوات، لدواعي أمنية، كنية (جوزف أنطون) كاسم مستعار له، تكريماً لجوزيف كونراد وأنطون تشيخوف. وكان إحساسه أنه رجل ميت تبقت له شهور أو سنوات قليلة، لكنه كان مستعداً، كما يكتب، لخوض المعركة وهو يحمل الاسم الصحيح، فوالده المفتون بابن رشد كان قد ترك اسم عائلته الهندي منذ زمن وأصبح اسمه أنيس أحمد رشدي.