تاريخ النشر: 2018
* فور تأسيسه في 1946 إنخرط الحزب الشيوعي السوداني في النضال من أجل سودان حُر ينعم فيه السودانيون بمختلف أديانهم وثقافاتهم بالحياة الكريمة والعيش الرغيد، وقد شهد له الكثيرون في الماضي بفاعلية وجوده وذكاء إنخراطه في ذلك النضال والكفاح، خلافاً لما نشهده اليوم من ضعف، بالرغم من أن الأسئلة التي واجهها الحزب لاتزال هي الأسئلة أو القضايا التي تواجه السودانيين، بل ولا يزال تشخيصه لعدد من القضايا هو المدخل لحلها، وقد نظر منذ الخمسينات لتدني الوضع الاقتصادي في السودان باعتباره نتيجة لسياسة التنمية غير المتوازنة، ونمط الحكم/الإدارة المركزي، مقترحا طريقاً للتطور غير رأسمالي، يتم فيه فك ارتباط جهاز الدولة عن السوق، ودعم الزراعة الآلية والصناعة الوطنية، وقد استشعر مبكراً التهميش الاقتصادي والسياسي والثقافي الذي يقع على بعض المناطق، إذ قدم منذ تواريخ مبكرة رؤى متماسكة حول جنوب السودان وحول دارفور، فما الذي حدث اليوم؟ لايجيب الكتاب بالطبع على هذا السؤال، فهذا ليس شاغله المعلن، كما أن لهذا الضعف أسباباً متداخلة، يتعلق بعضها بالصراع الذي يدور ودار في السودان وفي العالم، والبعض الآخر يتعلق بالحزب نفسه، وحول هذا يأتي الكتاب، بتسليطه الضوء أو بتوثيقه لأهم القضايا التي واجهها والظروف التي عمل تحتها منذ تأسيسه وحتى أيامنا هذه، أي مايمكن وصفه بتاريخ الحزب الداخلي، إذ إعتمد الكتاب على وثائق الحزب الداخلية، وفي هذا تكمن أهميته بإظهاره لتلك الوثائق أو القضايا التي أثارتها إلى العلن، لتنعم أكثر بعين وفحص القراء، شيوعيون وغير شيوعيين، خاصة تلك المتعلقة بالانقسامات الحزبية والفكرية وحركة 19 يوليو 1971 الدموية، وحوارات التجديد التي انطلقت منذ 1991 داخل الحزب الشيوعي السوداني.