الناشر: دار الحوار للنشر والتوزيع في اللاذقية/سوريا.
تاريخ النشر: 2010
* سيلين أو لوي فيردينان ديتوش (1894-1961) كاتب فرنسي صاحب أسلوب خاص ابتكره اعتماداً على الدراجة/المحكية الفرنسية، الأمر الذي يُصعِّب ترجمته إلى لغة أخرى، أو يجعلها بحاجة إلى قلم أديب بارع، فوق كونه مُترجِماً، كما يقول المترجم غازي أبو عقل، الذي تحدث عن تشويه أصاب أدب سيلين في ترجمتين عربيتين لروايتيه ( رحلة إلى آخر الليل/ موت بالتقسيط) ويقول، وتفادياً لهذه الصعوبة في ترجمة سيلين للعربية جاءت ترجمته هذه، التي شملت ثلاثة أقسام/كتب، جاء الأول عن حياة سيلين وماكتبه، مُقتَطفاً من كتاب لناقد فرنسي، والثاني كتاب (سيميلفايس) وهو أطروحة طبية عن معاناة طبيب مجري كان منشغلاً، في القرن قبل الماضي، باكتشاف أسباب انتشار الموت بسبب حمى النِّفاس في أحد المستشفيات، وقد كتبها سيلين لنيل درجة دكتور في الطب، وهو الذي عمل طبيباً في بداية حياته العملية، لكن الطريف أن الإطروحة لم تحفل كثيراً بالمعلومات الطبية، مما دفع بمؤلف كتاب (حياة سيلين) ليسأل، هل كانت لجنة الحكم متساهلة، أم أنهم كانوا مجموعة أدباء سحرتهم لغة أطروحته المتألقة وخروجها عن المألوف؟ وجاء القسم الثالث كتاب (سيلين الفضيحة) لينظر فيما ظل (لوي فيردينان ديتوش) يثيره من جدال، إذ يُوسَم مراراً، عند كثيرين بأنه كاتب عظيم، ولدى أخرين بـ"كاره اليهود" أو اللاسامي المُنكِر لكون الناس سواسية، يقول مؤلف الكتاب هنري جودار؛ المشكلة في هذه الثنائية أو هذا الإنقسام بشأن سيلين، أنه لا يؤدي إلى استخلاص نتائج، وأنه لن يتم الوصول إلى هذه النتائج/الدروس، إلا عبر النظر والتقدير لما قدمه نتاجه للأدب من جهة وحساب مدى لاسامية هذا النتاج من جهة أخرى، فنحن بحاجة متساوية إلى قيمة نتاجه الأدبي وإلى قيمة المساواة بين الناس أجمعين، وسيلين حالة فريدة قادرة، فيما وراء حالته الفردية، على مساعدتنا في ترقية شعورنا بقيمة الأدب وبقيمة المساواة، وجاء القسم الرابع والأخير ضاماً حواراً كان أجري مع سيلين في 1955 لكنه لم ينشر إلا في 1990 تحت عنوان (في البدء كان الإنفعال). غازي أبو عقل مترجم هذا الكتاب كاتب سوري.