اسم الكتاب: منهج الكتاب والحكمة
مدخل إلى الإصلاح الديني
المؤلف: شمس الدين ضو البيت
الناشر: مشروع الفكر الديمقراطي، سلسلة قراءة من أجل التغيير رقم (1)
تاريخ النشر: الطبعة الثالثة يونيو 2017
عرض: هشام مكي حنفي
* فكرة الكتاب الجوهرية قائمة على ضرورة العمل على الإصلاح الديني واقتراح ما سماه المؤلف، (منهج الكتاب والحكمة)، ويربط الكاتب ربطاً منطقياً بين حالة التخلف والجهل التي تسود العالم الإسلامي ونمط التدين السلفي الذي شاع فيه، مُرجعاً جذور الانغلاق والتحجر الفكري إلى العقود الإسلامية التي تلت فترة الخلافة وبدأت مع التحول السياسي الذي أوجد دولة الأمويين التي عملت على إغلاق باب الاجتهاد والتفكير مما أدى لسيادة العقل النصوصي الناقل وتحجر الفكر المبدع.
* بناءً على هذه المقدمة النظرية، يُرجع المؤلف الاخفاقات التي تمر بها الدول الاسلامية والعربية -والسودان من بينها- إلى كونها أعراض للأزمة التي يمر بها النظام المعرفي السلفي الذي ما عاد بإمكانه مواكبة العصر ولا تقديم حلول للمشاكل المستجدة. وبحسب المؤلف فإن هذا النظام المعرفي باستناده لنصوص وتأويلات عمرها 14 قرن لا بد أن يعجز أمام مستجدات ومشاكل العصر الحديثة التي لا يجد لها توصيف في نصوصه الموروثة، مثلما فشل الداعون للعودة لهذا النظام في تكييف نصوصه وقواعده لتتماشى مع المشاكل المعاصرة.
* يقسم ضو البيت النظام المعرفي الإسلامي إلى اتجاهين معرفيين، الأول منهما يتمثل في الدعوة الإسلامية في بداياتها وما مثلته من انتقال تطوري من مجتمع القبيلة إلى العقيدة و من التفكك إلى الوحدة و من وأد البنات إلى دورٍ أفضل نسبياً للنساء، أما الثاني الذي نشأ بعد الفتنة الكبرى واقتتال الصحابة وما تلى ذلك من نشؤ الملك العضوض و تكريس مبدأ الجبر و لزوم طاعة الإمام و انتفاء الشورى وتراجع الحريات ومطاردة المفكرين و المجتهدين و بروز الفكر الذي يرفض التجديد والاجتهاد، وهذا ما ساد فيما بعد و مثل النظام المعرفي السائد اليوم والذي أنتج التراجع المعرفي والقعود عن المساهمة في العلم و التقدم و ما نتج عن ذلك من أزمات.
* وكما سبق فإن جوهر الكتاب وفكرته المركزية هي ما أسماه المؤلف (منهج الكتاب و الحكمة) ويمكن تلخيص هذا المنهج حسبما طرحه الكاتب في أن الإسلام يقوم على المبدأين (الكتاب و الحكمة) أما الأول منهما أي الكتاب وفق تعريفه فهو الأحكام و التشريعات أو الشريعة، ويقول المؤلف، أن الطبيعي في هذا الشق أنه متجدد بتغير الأزمان، لذلك فإن عدم تطور التشريعات الاسلامية هو ما أقعد الدول و المجتمعات المسلمة عن التطور ومواكبة احتياجات العصر، أما الحكمة وفق توصيفه فهي جوهر الدين و روحه التي شُرع لأجلها وهي ما ينبغي اتباعه، ويقول أنه بتفهم الحكمة من التشريعات يمكننا تطويرها لخير وصالح الناس، وبذا تتطور المجتمعات المسلمة وتلحق بركب العالم المتطور.
* وفي نهاية الأمر يخلص الاستاذ شمس الدين ضو البيت إلى ان القاعدة القائلة بصلاحية التشريع الاسلامي لكل زمان ومكان هي قاعدة غير صحيحة يجب تجاوزها كما نادى بذلك الراحل الاستاذ محمود محمد طه وأن الدين لا يتعارض مع التطور العلمي والتكنولوجي ويمكن تجديد مفاهيمه وتشريعاته بما يتماشى مع ذلك.