* جمال عبد الملك-ابن خلدون (1929-2001) كاتب وصحفي مصري حمل الجنسية
السودانية وحمل في قلبه حب السودان، وقد استقر فيه بعد لجوئه إليه في 1955
هرباً من بطش البوليس السياسي، إبان حكم جمال عبد الناصر، كما تخبرنا
أوراق الجزء الأول من هذه المذكرات، التي خصصها المؤلف لأحداث طفولته
وتجربة اشتراكه في العمل السياسي منذ كان طالباً في كلية طب القصر العيني، أيام
حكم الخديوية لمصر، ثم انضمامه لاحدى المنظمات اليسارية المصرية، وتركه الدراسة
والتفرغ للنشاط السياسي وبناء الخلايا الحزبية والنشر الصحافي/السياسي
والتثقيفي في صعيد مصر، وجاء الجزء الثاني من المذكرات عن فترة حياته في
السودان وعمله في الصحافة وفي مؤسسات أخرى مدنية وعسكرية، كان مسئولاً فيها عن
التعليم والثقافة والنشر، وقد غادر السودان مجبراً في 1991 ليستقر في
العاصمة البريطانية بعد منحه حق اللجوء السياسي، وتكشف المذكرات بالإضافة
للكثير من التفاصيل عن الحركات السياسية في مصر، وعن الصراع السياسي في السودان
واشتراكه فيه، تكشف عن إنسان شجاع إنتمي لنفسه ولم يتوانى عن الجهر بما يراه
صحيحاً، لا في مصر أرض ميلاده ولا في السودان الذي حمل جنسيته، ويظهر في كثير
من صفحات هذه المذكرات ذلك الضيق الذي سببه لتيارات سياسية متنوعة ومتباينة
المنطلقات، بسبب تلك الشجاعة والاستقلالية. واسم (ابن خلدون) الذي ارتبط
بالمؤلف، هو اسم أدبي أختاره الرائد عثمان على نور صاحب مجلة القصة السودانية،
بعد حاجة عبدالملك لكتابة مقال بالمجلة تحت اسم مستعار، فراق له الاسم وصار
يكتب تحته وأصبح معروفاً به، جمال عبد الملك-ابن خلدون. صدرت هذه المذكرات في
2016 عن دار عزة للنشر والتوزيع في الخرطوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق