الاثنين، 22 فبراير 2021

عبد الرحمن منيف

 



* عبد الرحمن منيف (1933-2004) روائي معروف، تمتد أصوله إلى السعودية والعراق، وتستند أعماله الروائية على التواريخ العربية الماضية وتستشرف المستقبل، خاصة في روايتيه الملحميتين (مدن الملح) التي جاءت حول قصة اكتشاف البترول وتأثيره في بادية الجزيرة العربية، ورواية (أرض السواد) التي تناولت تاريخ العراق الاجتماعي والسياسي خلال القرن التاسع عشر، وفي هذا الكتاب يحاور ماهر جرار، وهو ناقد واستاذ جامعي في لبنان، عبد الرحمن منيف حول علاقته بالعراق الذي ينتسب إليه بواسطة جدته لأمه، وحول حياته في عمان/الأردن التي ولد وتلقى فيها تعليمه الأولى ثم انتقل لاكماله في بغداد والقاهرة ويوغوسلافيا، حيث تخصص في اقتصاديات النفط، كما تناول الحوار نشاطه السياسي/الحزبي في خمسينات وستينات القرن الماضي، ورؤيته لعلاقة العراق بقضية فلسطين ودور المثقف العربي والرواية العربية، ورغم مرور مايقارب العشرين عاماً اليوم على إجراء هذا الحوار، إلا أن رؤاءه لاتزال زاهرة وتبصراته نافذة، فمثلاً المحاور يسأله عن دور المنظمات والجمعيات الأهلية، كبديل حل مكان الأحزاب، في خلق نوع من الوعي بالقواسم المشتركة بين مكونات المجتمع، إذ تعمل هذه الجمعيات والمنظمات وتربط بين شرائح كانت عبارة عن جزر منفصلة، لكن منيف لايوافق على ذلك ويقول إن التمويل الذاتي هو المهم والأولى بالانتباه إليه، لأن جزءاً كبيراً من الانتكاسة الحزبية يعود للإفساد الذي مارسته الأنظمة تجاه الأحزاب، ومعروف أن معظم تلك الجمعيات تتلقى أموالها من مصادر خارجية كما يشير، ليشير لأهمية ترسيخ دور النقابات ولتحسين مستوى التعليم، وفي إجابة في ذات المحور (المثقف ودوره) يتحدث عن عدم ثقته في المثقف التقني الذي يقدم خدماته بغض النظر عن الإيديولجيا، قائلاً إن المثقف نبتة تنمو في أوساط شعبه، وليس بالضرورة أن يكون أيديولوجياً، لكن يحب أن يحافظ على علاقة مع مشكلات بلاده وقضاياها، والمثقف كما يرى لايمكن أن يكون بديلاً للحزب إنما جزءاً منه، ويقع دوره في التنظير وفي الكشف وفي الربط بين الأحداث والمواقف والقضايا، فالمثقف مهما علا شأنه لايستطيع أن يُغير المجتمع، من يفعل ذلك هم الناس، ومن يستطيع أن ينظم الناس هو التنظيم أو الحزب،  ليقول؛ نحن بحاجة لمثقف لديه ثوابت والتزامات تجاه القضايا الوطنية. كذلك ضم الكتاب بالإضافة للحوار شهادتين حول عبد الرحمن منيف ودراسة أجراها مؤلف هذا الكتاب حول رواية أرض السواد. صدرت هذه الطبعة في 2005 عن المركز الثقافي العربي في بيروت/لبنان والدار البيضاء/المغرب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق