* رغم اللغة المقتضبة التي يدون بها هذا الكتاب يومياته، إذ لا يحكي المؤلف الكثير من المعلومات والتفاصيل عن المدن أو الأماكن والمعالم التي توقف عندها، لكن انطباعاته أو مايحكيه ويدونه، كما جاء في التقديم، يكفي لينقل لقارئه وقارئته صورة عن المكان وناسه وعن أحواله، وماتمتاز به تلك المدن والأماكن من خصوصيات، وما يساعد في امتلاك تلك الصورة أو ذلك التصور، هو قوة السرد وسلاسة الحكي، الذي تربط بين ثناياه وتنتثر معلومات قليلة، لكنها أساسية/أولية في معرفة تلك الأماكن، كتاريخ النشأة والنشاط الاقتصادي لتلك المدينة، أو في الاشارة للسمات الدالة في اللباس وأنواع الطعام والطقوس الاجتماعية لأناس ذلك المكان، وغير ذلك من معلومات، وقد افتتح الكتاب يومياته بمدينة المتمة التي أسسها المك نمر في أثيوبيا بعد حرقه لاسماعيل باشا التركي وفراره من المتمة/شندي السودانية، لينتقل بعد ذلك ناقلاً انطباعات/يوميات حول عدد من المدن والمعالم في دول شرق ووسط أفريقيا، كأثيوبيا وكينيا ويوغندا ونيجيريا وأفريقيا الوسطى، التي زارها المؤلف الذي وصف نفسه مرة بأنه رحالة قطاع عام، إذ أتاح له عمله الدبلوماسي ذلك التجوال، لكن براعة عثمان أحمد حسن الأدبية هي التي أتاحت هذا الكتاب الجميل.
--------
الناشر: دار السويدي للنشر والتوزيع-أبوظبي
المؤسسة العربية للدراسات والنشر-بيروت
تاريخ النشر: 2019
* كان كتاب (أسفار إستوائية) فاز في 2019 بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة في فرع الرحلة المعاصرة-سندباد الجديد التي يمنحها المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق، تحت مظلة دارة السويدي الثقافية في أبو ظبي-الأمارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق