الجمعة، 26 يناير 2018

عصر مايكل ك وحياته


الناشر: المركز القومي للترجمة
تاريخ النشر: 2015





* يقارن كثيرون أعمال ج. م. كويتزي الجنوب أفريقي بأعمال بيكيت وفرانز كافكا، وكويتزي نفسه يعلن عن محبته لهما، وسيشعر قارئ "عصر مايكل ك وحياته" أو قارئته، بذلك العجز الخانق الموجود في عالم كافكا، وبالعبثية التي تفعم أعمال صموئيل بيكيت، بيد أننا يمكن أن ننظر لتلك العبثية أو لذلك العجز المنتشر على أمتداد هذه الرواية، كمعلم من معالم عصرنا وليس كقدر/نهاية حتمية لبني الإنسان، وتلك هي مهارة كويتزي، أن يترك الباب مواربا لهذه الفكرة ولتلك، فجنوب أفريقيا مثلا في الرواية مخفية وظاهرة، إذ تخيم ظلال الفصل العنصري، دون الإشارة إليه، على كامل فضاءها، كما لا تغلق الرواية الباب أمام أي بلد آخر، يحدث فيه مايحدثه الفقر والإضطهاد بالإنسان، فمايكل ك البستاني المطارد دون جريرة سوى أنه فقير، بتمرده السلبي، والحامل أينما ذهب أو تشرد بين ثنايا ملابسه الرثة وفي جواربه مجموعة من البذور يحلم بزرعها، يمكن أن يوجد في أي مكان، وهذا مايجعل هذه الرواية عملا كاشفا بجدارة وصوت إدانة فصيح ومؤثر للظلم والفقر في هذا العصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق