الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
تاريخ النشر: 2015
* لويس بونويل (1900-1983) مخرج سينمائي اسباني عاش في المكسيك، من أفلامه كلب أندلسي/ سحر البورجوازية الجميل/ سمعان الصحراء/ حسناء النهار/ هذا الغرض الغامض للرغبة، وفي مذكراته هذه يخبر بالكثير عن هذه الأفلام وغيرها وعن ذكريات وأحداث كثيرة، رغم قوله إن النسيان بدأ يحتاجه، إذ يمتد الكتاب في الزمن لما يقترب من السبعين عاماً، يعود فيها بونويل إلى طفولته في اسبانيا يوم كانت لا تزال تعيش في العصور الوسطى كما يقول، متذكراً صلاة الاستسقاء التي اداها أهل قرية مجاورة، فقام البعض برمي صورة العذراء في النهر لأن المطر لم يأتي، أو كأن يكتب عن تلك الطبول التي كانت تقرع إذا ماكان احدهم يحتضر، فيتساءل الناس عمن هذا الذي سيموت؟! وفي فصل الكتاب الأول (الذاكرة) يتحدث عن أمه يوم فقدت ذاكرتها، فكان يأيتها بمجلة واحدة عدة مرات، فتقوم هي بقراءتها كل مرة باعتبارها مجلة اخرى جديدة. ثم تتابع الفصول کـ ذكريات من العصور الوسطى/ مدريد: المدينة الجامعية/ انا والسيريالية الذي تحدث فيه عن كيف قام هو وسلفادور دالي بصنع فيلمه الشهير (كلب أندلسي) مبتعدين فيه عن كل ماهو عقلاني ويتبع منطقاً معلوماً، ليدشن سيريالياً بعد فيلمه هذا بمباركة جمهرة من السيرياليين. وفي فصل آخر تحدث عن فيلمه (درب التبان) الذي أثار ردود أفعال متناقضة، فـ (كارلوس فوينتس) رأه معادياً للدين، بينما قال (خوليو كورتاثار) كأن الفيلم جرى تمويله بواسطة الفاتيكان، ويقول بونويل لم يكن الفيلم مع أو ضد فهو نظرة في التعصب. وفي فصول الأحلام.. وأحلام اليقظة/ أمريكا/ المكسيك/ مع وضد، وفي كل الفصول الأخرى يذكر بونويل ماوقع له في الماضي مع تعليقه الحاضر المناقش لما حدث، في سخرية ضاحكاً ومستنكراً حيناً لما حدث، وحيناً آخراً موافقاً فرحاً، كأنه يتمنى لو يعود به الزمن ليفعل مافعل، وهو الذي يقول إنه ولد مع بزوغ فجر القرن العشرين الذي انقضت سنواته وكأنه مجرد لحظة، وأحياناً أخرى تبدو له الحياة طويلة جداً، وأن ذلك الشاب أو الطفل الذي فعل مافعل لم يكن هو أبداً. وفي المجمل هذه مذكرات ممتعة جداً ومتهكمة ومُثقفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق