الناشر: دار الحوار للنشر والتوزيع-اللاذقية/سوريا
تاريخ النشر: 2017
* ليست جميع أحداث هذه الرواية حقيقية، هذا ما جاء في الصفحة الأولى لهذا الكتاب، وربما يُهم قراء كثيرون، خاصةً في سلوفاكيا والتشيك وبلدان أوروبا الوسطى والاتحاد السوفيتي سابقاً، معرفة ماهو الحقيقي وغير الحقيقي أو الخيالي فيما تناوله الكتاب من أحداث وتفاصيل، كان أثرها عظيماً في تلك البلدان، لكن بالنسبة لقراء من خارج دائرة التأثير المباشر لتلك الأحداث والوقائع، تكمن حقيقة هذا الكتاب أو أهميته، في قدرته على تقديم سردية كاشفة وشيقة، لطبيعة دولة الحزب الواحد وطابع فسادها السياسي والإداري، أو تحكمها الحزبي/البوليسى، الذي يطفئ حياة الناس ويعدم فرص أي تطور ممكن للدولة أو للمجتمع، وقد تناول المؤلف تلك الأحداث من خلال سرد حكايته عنها، أو من خلال حضوره وبصحبة آخرين لتلك الوقائع، كأحداث اجتياح الاتحاد السوفيتي لتشيكوسلفاكيا 1968 التي أخمدت تطلعات (ربيع براغ) الإصلاحية وأجبرت ألكسندر دوبشتيك رئيس تشيكوسلوفاكيا يومها على التنازل، وكان المؤلف قد سافر قبل شهور من ذلك الإجتياح، مع فريق جامعته إلى أوكرانيا/الاتحاد السوفيتي للعب مباراة في الكرة الطائرة مع فريق جامعتها الرياضي، ليلتقي هناك بألكسندرا يوسيفوفنا غوسيفا ويقع كلاهما في الحب، وتلتحق يوسيفوفنا كموظفة إدارية بالجيوش الغازية لتشيكوسلوفاكيا فَرِحَة، لظنها أنها تلبي حاجة بلاد حبيبها للمساعدة الأممية، ويلتقي المؤلف في ذات الفترة بالطالب اليساري توماس أنكرمان في برلين ضمن ثلاثة آلاف طالب وطالبة احتشدوا للتنديد بالعدوان الأمريكي على فيتنام، كما يسرد الكتاب حكايته لأحداث انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط جدار برلين، والصراع السياسى في سلوفاكيا أو لهاث اقتسام السلطة، بعد سقوط سلطة الحزب الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا، وقيام دولتي سلوفاكيا والتشيك، وقد جاء الكتاب في قالب اليوميات متنقلاً عبر مدن أوروبية وسوفيتية مثل كييف/ موسكو/ كولودني/ براغ/ براتيسلافا/ بيشتاني/ برلين/ بون/ متخذاً اسماءها كعناوين لفصول روايته/حكايته، وهي المدن التي جرت فيها حياة/حكاية أولئك الأشخاص الثلاثة، في الفترة من 1968 وحتى 2006 زمان وقوع تلك الأحداث. مؤلف هذا الكتاب يوزيف باناش دبلوماسي وكاتب من سلوفاكيا.