الناشر: دار المصورات للنشر والطباعة والتوزيع-الخرطوم
تاريخ النشر: 2020
* أشارت أكثر من مُراجعة لتلك العلاقة بين (الطليعي الأسود) التي نُشرت في الإنجليزية في خمسينات القرن الماضي، وبين (موسم الهجرة إلى الشمال) لجهة موضوعهما المشترك حول العلاقة بين الشرق والغرب، أو بين السودانيين والإنجليز، وقد استطاع الطيب صالح وبواسطة ذلك البناء/المعمار السردي المبدع، الذي تتجلَّى أبرز خطوطه في تلك الانتقالات الرشيقة والمقابلات الموحية، بين مصطفى سعيد والرواي وبين الخرطوم ولندن، أو بين شمال السودان وشمال الكوكب، استطاع أن يمتلك وجهة السرد ويعكس زواية النظر، إذ استبطنت رواية إدوارد عطية نظرة للسودان، أنه بلداً تابعاً ولايمكن لأبناءه وبناته أن يكونوا أنداداً للإنجليز أو للبيض، بيد أنه يمكن النظر لـ(الطليعي الأسود) التي جاء خيطها الرئيسي حول شابين سودانيين كانا أول من درس في أكسفورد، وقد تزوج أحدهم من زميلته الإنجليزية، وعاد ثلاثتهم إلى السودان في فترة عاصفة بالأحداث، يمكن النظر لها كوثيقة/رواية نظرت في العلاقة بين السودانيين والإنجليز حُكاماً ومواطنيين، ونظرت في العلاقة بين الرجل والمرأة وبين النخبة وعموم الشعب، وقد جاء في غلاف الرواية الأخير أنها (دراما تاريخية عن الاختلاف والتقاطع، وعن التصالح والتعايش بين الثقافة والتقاليد السودانية والثقافة الإنجليزية وقيمها وتقاليدها وخاصة تأثيرات الأخيرة على النخبة السودانية-طلائع التحديث..) إدوارد سليم عطية (1903-1964) مؤلف هذه الرواية كاتب وناشط سياسي لبناني/بريطاني، عاش ردحاً من طفولته في السودان، ثم تابع دراسته بكلية فيكتوريا في الاسكندرية وفي جامعة أكسفورد، وعاد ليعمل مدرساً في كلية غردون التذكارية في الخرطوم، ثم مترجماً وضابطاً للعلاقات العامة في مكتب المخابرات في السودان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق