اسم الكتاب: حسين مروة
ولدتُ شيخاً وأموتُ طفلاً - سيرة في حديث*
حوار: عباس بيضون
الناشر: دار الفارابي – بيروت
تاريخ النشر: الطبعة الثانية 2011
عرض: أسامة عباس
* بخلاف، أو بجانب، الآراء المتباينة التي بحثت في سؤال لماذا أغتيل حسين مروة؟! كاعتباره رمزاً شيعياً رغم تحوله باكراُ إلى الشيوعية، أو بسبب كتابه المُنَوِّر "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" ، يرى د. هشام غصيب** أن إغتيال حسين مروة مع رفيق حزبه مهدي عامل، كان يهدف لفصم العلاقة بين المثقف والحزب، حيث يكون الحزب جسراً للمثقف وللشارع، حزب يعمل لحركة نهضة شاملة، وليس مطلبياً وحسب. و بحسب د. غصيب، مروة وعامل والحزب الشيوعي اللبناني، كانوا النموذج الساطع لجدية هذه العلاقة بين الحزب والمثقف، وسط الأحزاب العربية، مشيراً لمؤتمر الحزب المنعقد في 1968م، حيث حَدَّد دوره كحركة تحرر وطني شاملة، مُكلفاً مروة بكتابة بحث في التراث الإسلامي. وفي هذه السيرة/الحوار يُخبر حسين مروة بعروة هذه العلاقة، التي بدأت حينما انتبه الشيوعيون اللبنانيون لما يكتبه مروة في الصحف، ثم إنضمامه للحزب ودخول لجنته المركزية وتفرغه عشرة أعوام كاملة لإنجاز مشروع بحثه؛ قائلاً إنه لم يكن لينجز كتاب "النزعات" لولا هذا التفرغ الحزبي.
* في تقديمه لهذا الحوار/السيرة يصف الشاعر عباس بيضون، حسين مروة الذي كانوا يظنونه قبل تطور علاقتهم به، شيخاً من حراس العقيدة وهو السبعيني الشيوعي إبن الشيعة والنجف، يصفه أثناء حفل عشاء أقيم في عدن أيام مؤتمر إتحاد الأدباء والكتاب العرب الثالث عشر عام 1981، كاتباُ: ( كان العشاء في ساحة القصر والناس إلى الموائد، وعلى مصطبة في الناحية جلس عازفون ووقف راقصون. وكان أبو نزار أول من ترك المائدة وصعد إلى المصطبة ووقف يتابع الموسيقى بقدميه وقامته، كان يرقص وحيداً مكتفياً بنفسه وتوقيع قدميه وفرحته التي انتظمت نفسه وجسده، ما كان أقرب وجهه إلى الرضا وأدناه إلى السعادة والقبول والتحية. لكأنه يزداد ماءً وطراوةً كلما أسّن واكتهل، وما كان لبياض شعر أحد أن يردّك إلى الشباب، بمقدار ماكانت تفعل لمّة أبي نزار البيضاء كأنه وهو يمضي في العمر يسلك إلى يفاع دائم...).
* تلقى حسين مروة تربية صارمة، إذ كان موضع آمال أبيه ليخلفه في عمله الديني، ففُرض عليه منذ الثامنة أن يرتدي "العمامة والجبة" زي رجال الدين، الأمر الذي جعله مضحكاً في نظر أقرانه، فقام باجتنابهم، قاصراً صحبته على والده وزواره، ليقول: ( ومن جملة ما أصابني من هذه التربية حرماني الكُلي من طفولتي). لكنه يرى أن هذه الطفولة الصعبة علَّمته الصبر على تحمل الصعاب ومكابدة الحرمان، لذلك كان يزمع أن يكون عنوان سيرته التي لم يكتبها "ولدتُ شيخاً وأموتُ طفلاً". ويسأله بيضون عن ملامح التغيير الذي بدأ يظهر لديه بعد وصوله إلى النجف/العراق؛ يجيب بدأ ذلك بزيارته لمزاد كان يقام كل أسبوع لبيع الكتب وشراءه لديوان شعر. ليتوالى حكيه عن النجف وطريقة الدرس فيه وحبه للأدب وبدئه في الكتابة وضيقه من النجف وتركه له وعودته مرة أخرى حتى أكمل دورات درسه فيه. كذلك حكى عن اشتراكه في النشاط الثقافي والسياسي في العراق، إلى أن تم ابعاده في عام 1949م وسحب الهوية العراقية التي مُنحت له، وعودته إلى لبنان دون هوية وأوراق، ثم عمله بالتدريس والصحافة وارتباطه بالشيوعيين اللبنانيين وانشائه مع محمد دكروب، تحت اشراف فرج الله الحلو الذي اغتيل عام 1959، لمجلة الثقافة الوطنية.
* وُلد حسين مروة إبن الشيخ علي مروة بقرية "حدّاثا" من قضاء بنت جبيل في جبل عامل بجنوب لبنان في عام 1908، وهو مفكر وكاتب ومناضل من قيادات الحزب الشيوعي اللبناني، أغتيل وهو في التاسعة والسبعين من عمره بمنزله وأمام أسرته في 17فبراير1987م. من مؤلفاته: مع القافلة - مقالات 1952. الثورة العراقية- دراسة في التاريخ الحديث 1985. دراسات نقدية في ضوء المنهج النقدي. النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية جزءان 1978 وهو عمل تأسيسي في مجال الدراسة الماركسية للتراث الفلسفي العربي. دراسات في الإسلام، بالاشتراك مع محمود أمين العالم ومحمد دكروب وسمير سعد 1978. تراثنا كيف تعرفه؟ 1986. دراسات في الفكر والأدب، صدر بعد أغتياله، 1993.
______________________
* نُشر هذا الحوار/السيرة على ست حلقات أول مرة في جريدة السفير اللبنانية عام 1985.
** "المغزى التاريخي الفكري لحسين مروة" مقالة بموقع الحوار المتمدن لـ د. هشام غصيب،.