الأحد، 21 أغسطس 2016

السودان صراع المصالح والمصير



المؤلف: جون يونغ
المترجم: أحمد جمال أبو الليل






* ينظر جون يونغ لكتابه هذا كصرخة ونداء للسودانيين، شماليين وجنوبيين، ليطرحوا ثقتهم بعيداً عن المجتمع الدولي وعن أولئك الزعماء غير الجديرين بالولاء في السودان جنوبه وشماله، عليه يدعو السودانيين ليقوموا بالإمساك بمقاليد مصائرهم الجمعية. والكتاب كما يصفه مؤلفه يقع في الخط الممتد بين التاريخ والصحافة، وفيه يطرح كاطار نظري، النظرية الدولية المعتمدة اليوم فيما يخص عملية السلام، التي يرفضها يونغ، كتلك التي اتبعت في السودان (2005-2011) وأدت لانقسامه كما كان منتظر!، والتي تأتي، أي تلك النظرية، كمقايضة مابين السلام والديمقراطية، تاركة اسباب الصراع الحقيقية ومفضلة للمقاربات التقنية والادارية، لصالح "السلام" عوضاً عن دعم اليات التحول الديمقراطي. ليقول ان جهود المجتمع الدولي جاءت داعمة لرؤى شريكي السلام "المؤتمر الوطني والحركة الشعبية" في ابعاد القوى الاخرى في الشمال والجنوب، على حد سواء، عن المساهمة في هذا "السلام". كما تم الدخول في "اتفاقية السلام الشاملة" وكأن جميع صراعات السودان منفصلة لا يربطها رابط واحد، أي اعداد غفيرة من الاهالي المهمشين الذين يناضلون في وجة دولة مركزية قمعية، اذ تم النظر لصراعات السودان كصراع شمال جنوب، وجاءت جنوب النيل الازرق وجبال النوبة كملحق لتلك الاتفاقية/العملية. كما جرت عمليتي سلام منفصلتين لشرق السودان ودارفور. لتلي هذا الإطار النظري فصول الكتاب الستة ( المناصرون وشركاء السلام : حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان/ نهج معيب لعملية إحلال السلام/ الاستغناء عن الديمقراطية: انتخابات نسيان - ابريل 2010م/ إقرار ما لا مفر منه استفتاء كانون الثاني - يناير2011م/ المناطق الثلاثة: النيل الأزرق، جنوب كردفان، أبيي/ تقلبات المشهد: تحولات سياسية في جنوب السودان وشماله) اضافة للاحقة وتذييل في نهاية الكتاب، الذي جاء في 517 صفحة وصدر في عام 2014م عن اصدرات سطور الجديدة المصرية. أما المؤلف جون يونغ فهو باحث وصحافي وأكاديمي كندي قدم إلى السودان في عام 1986م ليعمل في صحيفة سودان نيوز وله عدد من المؤلفات عن السودان وأثيوبيا، حيث عمل في البلدين، كورقة (المجموعات المسلحة استعراض وتحليلات - المعهد العالي للدراسات الدولية - جنيف 2007م) حول السودان، اضافة لهذا الكتاب، وكتاب (ثورة الفلاحين في أثيوبيا - مطبوعات جامعة كامبيردج 1996م).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق