الأربعاء، 17 يوليو 2019

الأمير الصغير






*  أنطوان دو سانت إكزوبيري (1900-1944) شاعر وكاتب فرنسي، كان يعمل قائداً لطائرات البريد، ألف مجموعة من الكتب نالت رواجاً في كأفة أرجاء العالم لم ينقطع إلى يومنا هذا، لما تتسم به كتابته من بساطة وعمق تكاد دلالاته لاتنتهي، كبريد الجنوب وسيرة رحلاته (أرض البشر) وقصته هذه، التي يعتذر فيها للأطفال عن إهدائه لها لصديقه الكبير في السن الذي كان ذات يوم طفل، وفي القصة يقول الراوي إنه عندما كان في السادسة من عمره عَرَضَ على رجال بالغين رَسْمه وسألهم: هل تخيفكم لوحتي؟! تعجب الرجال وسألوه: ولماذا تخيفنا صورة قبعة؟! فأعاد رسم المظهر الداخلي للأفعى التي ابتعلت فيلاً، لأنه عرف إن الكبار يحتاجون للشرح لكي يفهموا الرسم، واتجه بعد أن ترك الرسم، مُتَّبعاً نصيحتهم، للاهتمام بأشياء أخرى كالتاريخ والحساب والجغرافيا ودراسة اللغة، واصبح عندما يُقابل أحداً يبدو ذكياً، وهو نادراً مايلتقي أحداً، كان يتحدث معه عن البريدج والغولف والسياسة وربطات العنق، ولايتحدث معه مطلقاً عن الأفاعي أو الغابات العذراء أو النجوم، فيسعَد ذلك الذكي بلقاءه رجلاً عاقلاً، لكنه يقول إن الجغرافيا ساعدته كثيراً عندما امتهن قيادة الطائرات، في التمييز من أول نظرة بين الصين والأريزونا، وذلك أمراً مفيداً إذا ما تاه المرء في الليل، وفي يوم أصاب طائرته عطل فهبط في الصحراء، وكانت أقرب نقطة مأهولة بالسكان تبعد عنه مسافة ألف ميل، فنام ليلته تلك وحيداً على رمل الصحراء، حتى أيقظه في الصباح صوت طفل، قادم من زيارة كواكب أخرى لزيارة كوكب الأرض، يطلب منه أن يرسم له خروفاً، فارتبك قليلاً وهو الذي كان الكبار قد ثبّطوا من عزمه في السادسة من عمره عن امتهان الرسم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق