الأحد، 14 يوليو 2019

السودان ومصر


الناشر: مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية
تاريخ النشر: 2006




* في الـ25 من أبريل الماضي وقف ثُواراً سودانيون أمام مقر السفارة المصرية في الخرطوم منددين بالتدخل المصري في الشأن السوداني، وقبل 34 عاماً إبان إنتفاضة مارس/أبريل 1985 كان ثواراً سودانيون قد وقفوا ذات الموقف أمام السفارة المصرية في الخرطوم، وقبل 62 عاماً، في الديمقراطية الأولى (1956-1958) توقفت مفاوضات السودان ومصر  سنة 1957 حول ترحيل أهالي وادي حلفا بعد بناء السد العالي، لتستأنف ببنود أكثر تنازلاً في 1959 بعد إنقلاب إبراهيم عبود، وإضافةً لكل ذلك يورد هذا الكتاب الكثير من مثل هذه المواقف والحوداث، التي تُشير بوضوح إلى أن مصر لاترغب في أن ينعم السودان بنظام ديمقراطي، وحده القادر على تحقيق تطلعات السودانيين وبناء وحدة السودان الوطنية، فهي ترى، أي مصر، أن السودان الديكتاتوري/الشمولي، المُرتَهن دائما والضعيف أمام التدخل الأجنبي، يحقق مصالحها ويؤمن عمقها الجنوبي الإستراتيجي أكثر من السودان الديمقراطي الند والقوي، ضاربة بمصالح السودان والسودانيين الإستراتيجية عرض الحائط، بالرغم من الحديث المتكرر عن خصوصية العلاقة بين البلدين، في هذا الكتاب يتحدث المؤلف عن خلل هذه العلاقة، من واقع معرفته بمصر وخبرته الدبلوماسية الطويلة فيها، وقد تلقى دراسته الجامعية بها في خمسينات القرن الماضي، وعمل خلال مشواره الدبلوماسي الطويل مرتين بالقاهرة، مرة في الديمقراطية الثانية (1964-1969) والمرة الأخرى في فترة الديمقراطية الثالثة (1985-1989) مُشيراً للعوائق، المصرية والسودانية، التي تقف في طريق هذه العلاقة، كما قدم رؤيته المستقبلية الشاملة للكثير من المقترحات في سبيل تطويرها، إيماناً منه بأهمية هذه العلاقة للبلدين وحاجة كل منهما للآخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق