الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

أيقونات سودانية






اسم الكتاب: حوارات مع أيقونات سودانية في الفكر والإبداع
في فضاء الإمتاع والمؤانسة
المؤلف: معاوية جمال الدين*
الناشر: مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي- أم درمان
سنة النشر: 2013





عرض : أسامة عباس


* يجمع هذا الكتاب، حوارات مع رموز ثقافية كبيرة في السودان، قدّمت إسهاماتها المُعتبرة في تشكيل ثقافة ووجدان الكثير من السودانيين، وهي إسهامات توزعت بين حقول إبداعية وثقافية مختلفة، في الأدب والفكر والنقد والموسيقى. أجريت الحوارات في الفترة الممتدة من 1982 وحتى 1998، وتأتي أهمية هذا الكتاب، الذي صمم غلافه ونسّقه داخلياً التشكيلي معمر مكي؛ من استرسال معظم المُحاوَرين، في الإخبار عن زوايا مختلفة من حياتهم العامة والشخصية.

* يسأل المؤلف/المُحاوِر في معظم الأحيان مُحاوريه أسئلة محددة في كلمات واضحة ومباشرة، فهو يبدأ مثلاً في حواره مع الطيب صالح بالسؤال: (طال انتظارنا لصدور رواية جديدة.. هل يكتب الطيب صالح الآن رواية جديدة؟ ولمَ هذا الغياب الطويل؟)، ليجيب الطيب صالح، بعد أن تحدث عن أسباب غيابه، قاذفاً بما سيصير مفاجأة انتظرها كثيرون أثناء حياته وربما لا يزال ينتظرها بعضهم إلى اليوم، وهي أنه يكتب جزءاً ثالثاً من "بندر شاه". وقد أشار مقدما الكتاب؛ كمال الجزولي ومصطفى الصاوي؛ إلى تلك السمات التي طبعت أسئلة المُحاور، وطريقته في طرحها، لتنتج من ثَم تلك الإجابات، التي نسجت هذا الكتاب.

* يتحدث الدكتور عبد الله الطيب، عن قصيدة التفعيلة، التي يرفضها رغم كتابته قصيدة "الكأس التي تحطمت" على وزن التفعيلة، سنة 1946، كما يذكر له المحاور، ثم يجول الحوار في الحديث عن اللغة العربية الفصحى، والعامية، وجدل علاقتهما، وعلاقة الفصحى بمتحدثي اللغة العربية المختلفين. كذلك يُخبر الحوار مع الشاعر صلاح أحمد إبراهيم، عن أيام وجوده في باريس، بعد استقالته من منصبه سفيراً للسودان في الجزائر، أيام حكم جعفر نميري، ومحاولته إصدار صحيفة باسم "البديل"، لتأسيس منبر يشترك فيه الجميع لصياغة برنامج سياسي مدروس ومفصل، يلتف حوله المواطنون، قائلاً إنه فشل في ذلك.

* وفي الحوار مع منصور خالد، تركزت أسئلة المؤلف حول شخصيته وطفولته ومراحل دراسته وأصدقائه ومُدرِّسيه. وجاء الحوار مع محمد المكي إبراهيم حول موضوع واحد، هو إنشاء لجنة استشارية لاتحاد أدباء آسيا وأفريقيا في اجتماع الاتحاد الذي عقد في نوفمبر 1988 بتونس، وكان هناك حديث عن ترشيح سلمان رشدي لعضوية تلك اللجنة، ولم يتم ذلك بسبب اعتراض محمد المكي إبراهيم، رئيس وفد اتحاد كتاب السودان في المؤتمر، لأن سلمان رشدي - كما يرى المكي - أصدر كتاباً مسيئاً للإسلام "آيات شيطانية". ليسأله المحاور بعد ذلك عن المسيء في الرواية، وعن غضبة آية الله الخميني المضريَّة على المؤلف للدرجة التي جعلته يهدر دمه.

* أما الحوار الأخير في الكتاب، فجاء مع المغني والموسيقي محمد وردي، مُخبراً فيه عن قصة أغنيته "أول غرام"، وعن ملهمات أغانيه. يقول وردي إن له ملهمة واحدة، هي ملهمة "ليالي اللقاء"، ولكن في غنائه بالنوبية هناك أكثر من ملهمة. كذلك أخبر المغني عن أغنيات أخرى. كذلك شمل الكتاب حوارين آخرين؛ مع القاص والمترجم علي المك، ومع الشاعر محمد المهدي المجذوب، إضافة إلى ثلاث رسائل كان بعث بها علي المك إلى أمين مكي مدني، وصور فوتوغرافية عولجت إلكترونياً للشخصيات التي حاورها مؤلف الكتاب.

* صحفي سوداني مقيم في كندا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق