الخميس، 6 نوفمبر 2014

رسائل غرامشي إلى أمه



اسم الكتاب: رسائل السجن
رسائل أنطونيو غرامشي إلى أمه 1926-1934
المترجم: سعيد بوكرامي
الناشر: طوى للثقافة والنشر والاعلام - لندن
تاريخ النشر: 2014م






عرض: أسامة عباس


* أنطونيو غرامشي (1891-1937) مناضل وفيلسوف من قيادات الحزب الشيوعي الايطالي، قضي في السجن - بأمر موسليني - أكثر من عشر سنوات، أدت إلى موته بعد خروجه عليلاً، لكنه ترك وراءه 2848 صفحة مكتوبة بخط اليد، خلافاً لما أراده المُدعى العام الذي قال في خطابه في المحاكمة: ( يجب علينا أن نوقف هذا الدماغ عن العمل عشرين سنة!) هي مدة الحكم التي كان يجب أن يقضيها غرامشي في السجن، وقد اشتهرت هذه الصفحات بـ "كراسات السجن".

* يُعد هذا الكتاب " رسائل السجن - رسائل أنطونيو غرامشي إلى أمه " جزءا بسيطا من تلك الاوراق التي هُربت يومها من قبضة الجلاد ومن أيطاليا بعد وفاة غرامشي، وهي المرة الأولي التي تُترجم فيها إلى اللغة العربية، لكن كانت قد تُرجمت قبلا فصولا من "كراسات السجن" في مجلد واحد شمل محاور : (قضايا التاريخ والثقافة / ملاحظات حول السياسة / فلسفة الممارسة). كما ترجمت مؤخراً رسائل لغرامشي إلى زوجته وابنيه وشقيقاته وشقيقه وإلى أصدقائه.

* تُفيض هذه الرسائل حباً وحناناً وقوة ومعرفة، وفيها يطلب من أمه ان تُخبره بأحوال الجميع وبكل شي ويستحثها لتكتب له الرسائل وأن تستحث الاخرين ليكتبوا له. ويكتب: (قولي للجميع أنه ما من داع للاحساس بالعار بسببي ويجب أن نكون أسمى من العقلية الضيقة والخسيسة للبلدان الصغيرة) فالامر كما يردد: ( يحتاج الصبر والصبر وأمتلك الاطنان منه)، ويشرح لها انه مسجون بسبب السياسة ولا دخل لاستقامته بهذا الامر، ولا بضميره فيما يتعلق ببراءته او إدانته. ثم يُحدثها قائلا: تعلمين كيف نتعامل مع الأطفال الذين يتبولون في الفراش، نهددهم بالحرق بواسطة شوكة اللهب، ليقول لها: تخيلي أن في إيطاليا يُوجد طفل كبير جدا، يُهدد بالتبول في فراشه، وانه - أي غرامشي - مع عدد قليل آخر، يُمثلون رأس الشوكة الملتهب لزجر هذا المزعج ومنعه من تلويث الفراش النظيف.

* كما تُظهر الرسائل استفادة غرامشي القصوى من كل معلومة ترد في رسائل أهله إليه، ففي رسالة مؤرخة بتاريخ 6 يونيو1927م يعرف من أمه خبر ضم عدد من البلديات إلي منطقة " غيرلارزا " فيقول لها يجب أن تكتب بهذه الطريقة، حتي ان شملت رسائلها أخبارا تبدو لها غير مفيدة، ليشرع بعد ذلك على ضوء خبر الضم هذا، في الحديث عن المدراس وكيفية تنظيمها وعن كيفية حركة الأطفال اليها، لتُظهر الرسالة كذلك معرفة غرامشي بذالك الواقع ورغبته في معرفة ما استجد فيه، إذ يسأل أمه: هل ستفرض ضرائب موحدة؟ وهل الضرائب التي سيدفعها أهل "غيرلارزا " مُلاك الأراضي ستوزع على القرى الصغيرة؟ وغيرها من الأسئلة.

* جاء الكتاب في 101 صفحة وشمل 33 رسالة امتدت من الفترة 1926 وحتى 1934، أضافة لمسرد تاريخي تتبع  حياة ونشاط غرامشي منذ ولادته في 1891 وحتي تاريخ وفاته في 1937، كذلك ضم الكتاب خمس صور، الأولي لأمه جيوسبينا مارشياس وصورتين لزوجته مع ولديهما وأخرى لها وحدها. وصورة رابعة لقبر أنطونيو غرامشي في روما والصورة الاخيرة لسجن تورينو، الذي لم تستطع حيطانه أن تطفئ نور هذا الرجل الفذ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق