الجمعة، 25 أغسطس 2017

الكوشي التائه


المؤلف: ميرغني أبشر
الناشر: المصورات للنشر والطباعة والتوزيع-الخرطوم
تاريخ النشر: 2017





* يفتح هذا الكتاب الصغير أكثر من كوة للنظر في غوامض تاريخ السودان الوسيط، بما يتبعه من مناهج لهذا النظر، وفي نظرته لأصل الفونج مؤسسي مملكة سنار (1504-1821) الذي تتنازعه عدة روايات، كأنهم من أصل أموي أو أصل شلكاوي ورواية ثالثة من البرنو ورابعة تنسبهم الى النوبة، لكن المؤلف لايقبل بكل هذه الروايات، قائلا بارتباط نسبهم لملوك الشمس الكوشيين، معتمدا في ذلك على تحليل لغوي وثقافي لعدد من الوثائق والحكايات، وقد وضع المؤلف كمدخل لكتابه الآية (20) من سورة المائدة (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) ثم يسأل: متى كان قوم النبي موسى ملوكا قبل سليمان وداؤود؟ وأين؟ قائلا بقراءته في "وثيقة اللغة والمنقول الثقافي" أن معنى بلاد الواوات، الاسم القديم للسودان، هو: أرض التأمل والإلهام، حيث اجتماع آلهة الأولمب السنوي، كما جاء في موسوعة هوميروس، ثم يقول بإن كل المعارف والمعلومات الأركيولوجية التي جمعت وتراكمت على مر السنين، حول مملكة سليمان، أكدت صعوبة ملائمتها مع الرواية التوراتية القائلة بان أصول إسرائيل في كنعان/فلسطين، مما يدفع بإمكان أن تكون هذه الأصول في عمائر حوض النيل الكوشية، ويقول كذلك بلا إسلامية سلطنة الفونج، أو صورية الإسلام فيها، إذ لم يوجد في سنار مسجد جامع إلا بعد مرور مائة وواحد وأربعين عاما من قيام السلطنة، وان الكثير من العادات والطقوس غير الإسلامية ظلت باقية بعد ذلك التاريخ

---------------------------

* ميرغني أبشر مؤلف هذا الكتاب باحث وكاتب درامي من مواليد منطقة فتوار/بربر في 1970م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق